
علاجات زائفة للكورونا تسببت في أضرار لمن تناولها

اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
في وقت تسبب فيه فيروس "الكوفيد "19 بزهق أرواح أكثر من 3 ملايين شخص في العالم، تتغذى أطراف عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الإشاعات والأخبار الزائفة والخرافات حول العلاج الأنجع لمحاربة هذا الوباء العالمي.
وفي هذا السياق اختار فريق "تراست نيوز" التطرق لأهم الحوادث التي وقعت في العالم جراء المعلومات الخاطئة والمضللة التي انتشرت حول علاج الكوفيد 19" في العالم وتسببت في كوارث بشرية. بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، في أفريل من سنة 2020، فقد تُوفي أكثر من 700 مواطن إيراني بمادة "الميثانول" بعد انتشار شائعات تفيد بأن تناول الكحول يُساعد في الشفاء من فيروس "الكورونا"، إلى جانب تسمم ما يقارب 5011 شخص.
كما أعلنت "إرنا" أن 90 شخصا فقدوا بصرهم أو يعانون من أمراض في العين بسبب تناول كحول "الميثانول". وفي مارس من سنة 2020، انتشرت على نطاق واسع إشاعة أخرى كانت تُحدث مأساة في العالم، تمثلت في أن شرب جزيئات من الفضة على شكل سائل معروف باسم "الفضة الغروية" يُساهم بشكل كبير في مُقاومة فيروس "الكوفيد 19". هذا ما نفته وكالة "ساينس برس" عبر مقال ورد فيه أن "لا وجود لدليل على أن تناول "الفضة الغروية" يمكّن من تقوية جهاز المناعة. بل بالعكس، هناك بيانات تظهر أن هذه المادة يُمكن أن تسبب الضرر".
كذلك، نفت منظمة الصحة العالمية هذا الموضوع واعتبرته مُجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة ودعت المُواطنين لمُتابعة جهود المُنظمة وأصحاب الاختصاص في إيجاد تلقيح يقي من الوباء العالمي "كوفيد "19. ومن الآثار الجانبية لتناول "الفضة الغروية"، نذكر "تغير لون الجلد إلى الرمادي المزرق وامتصاص غير كاف لبعض الأدوية بما فيها المضادات الحيوية وفقا للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة".
نُسلط الضوء على علاج آخر خطير زائف كشفت عنه وكالة الصحافة الفرنسية وهو "استهلاك "الرماد البركاني" ومكافحة العدوى باستخدام مصابيح بأشعة فوق بنفسجية أو مطهرات الكلور التي تقول السلطات الصحية إنها يُمكن أن تسبب ضررا إذا ما استخدمت بشكل غير صحيح".
وفي مارس 2020، نفت الحكومة الفرنسية ردا على أخبار مزيفة ، تزعم قدرة مُخدر الكوكايين على قتل الفيروس. إذ أفادت وزارة التضامن والصحة الفرنسية في تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، "بأن الكوكايين لا يحمي من "كوفيد 19"، مشددة على أنه مخدر يسبب الإدمان ويؤدي إلى آثار ضارة وخطيرة للغاية".
في تونس، تزامنا مع تفشي الفيروس في أغلب الولايات والمُدن، تفاقم المخاوف وعلى إثرها انتشرت أيضا شائعات عديدة حول علاجه عبر شبكة مواقع التواصل الإجتماعي التونسية.
ومن أشهرها نذكر أن في شهر مارس من سنة 2020، ارتفعت أسعار الثوم في تونس بعد الإقبال عليه بكل مُكثف بدعوى أنه علاج وقائي ضد فيروس "الكوفيد19". وتراوحت أسعار الثوم فى الأسواق والمتاجر في تلك الفترة بين 20 و25 دينارا للكيلو جرام. وفي هذا الصدد، قالت منظمة الصحة العالمية "أن الثوم غذاء صحي، وقد يحتوي على بعض الخصائص المضادة للميكروبات. ومع ذلك، لا يوجد أي دليل على أن تناول الثوم يحمي الأشخاص من فيروس كورونا".
ومن الأخبار الزائفة أيضا بخصوص هذا الموضوع، تهاطل التونسيون على شراء الكركم بعد تداول خبر مفاده أن مزج الكركم والعسل يقوي المناعة ويقضي على الفيروس. وبرغم من الفوائد الكثيرة للعسل والكركم إلا أنه لم يتم إثبات قدرتهما العلاجية للقضاء على "كورونا".
وفي أكتوبر من نفس السنة، تم بث شهادة لمواطن في حصة تلفزية أكد من خلالها شفاءه من فيروس "كورونا" بعد تناوله لبيكربونات الصوديوم. في هذا السياق دقق فريق "تراست نيوز" مع مدير معهد باستور "الهاشمي الوزير" والذي نفى كليا صحة هذاالموضوع.
ومن جهته أشار عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الحبيب غديرة في تصريح إعلامي أنه :" من غير المعقول الحديث على بيكربونات صوديوم كعلاج لفيروس كورونا، فالفيروس لا يصيب الخلايا المبطنة للحلق فقط بل يصيب أيضا الرئتين و الممرات الهوائية فهو يدخل الى خلاليا الجهاز التنفسي و الشعب الهوائية وهي أماكن لا يمكن لبيكربونات الصوديوم الولوج اليها".
وأخيرا، في نوفمبر من سنة 2020، أعلن النائب بالبرلمان سيف الدين مخلوف أن مخبرا تونسيا تمكن من صنع دواء لكورونا و قد عرضه على وزارة الصحة بعد اجراء كل التجارب الضرورية حول الفاعلية و الأثار الجانبية. و في هذا الموضوع تأكد فريق "تراست نيوز" من صحة المعلومة عبر الإتصال بصاحب الدواء الذي تحدث عنه المخلوف، وقد نفى بزرقة أن يكون طبيبا مؤكدا أن إختراعه مجرد مُكمل غذائي. وللإشارة، فإنّ مدير معهد باستور الهاشمي الوزير نفى في تصريح لموزاييك، وجود دواء طبيعي تونسيّ أُثبت نجاعته في محاربة فيروس كورونا، مؤكدا أنّه لا وجود لإثبات لوجود دواء فعّال تونسي الصنع ''لا في النشريات العلمية ولا في التقارير المؤكد".
ويبقى الحل الوحيد لمقاومة الوباء العالمي فيروس كورونا هو التلقيح بما صادقت عليه منظمة الصحة العالمية من تلاقيح أثبتت نجاعتها في الحد من انتشار هذا الفيروس.
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
منظمة الصحة العالمية
اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﺪاﻭﻝ
خرافات تعلقت بعلاج الكوفيد 19
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺨﺒﺮ
إقرأ أيضاً