
باب العرش... بين الحقيقة والخرافة

اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
منذ صغرنا ومع حلول شهر رمضان يتطلع الكثير من الأشخاص لأن تنشق السماء عن نور و يُفتح "باب العرش". إذ يعتبر أجدادنا أن ليلة القدر عبارة عن ضربة حظّ نادرة لمن تطلع لهم، فتحوّل قدرهم التعيس إلى قدر أجمل، وتبدّل فقرهم غنى، وحزنهم فرحا، فهي ليلة تكتب فيها الأقدار.ولها حضور مادي مشخّص يمكن أن يراه من حظي بها. ومن كلامهم أنّها نور يتلألأ في السماء لمن شهدها حيث يفتح له باب العرش، ثم تطلب منه تلك الليلة أو ملائكتها أن يصرّح برغباته التي تستجاب له حتما.
وببحث فريق "تراست نيوز" وجدنا أن أغلب أمنيات الذين يؤمنون بباب العرش مادية خالصة. وهي في عمومها تعبير عمّاهم محرومون منه في واقعهم، فهذا يريد كنزا يحوّل فقره إلى ثراء، وذلك يريد منصبا أو جاها، وآخر يتمنّى شفاء عاجلا، والأخرى تتمنّى زواجا إذا كانت عانسا، بل قد يذهب البعض إلى تخيّل طلبات مستحيلة، كأنّ يتمنّى الشيخ عودة نضارة الشباب، أو المرأة العجوز مفارقة التجاعيد وتبديلها بجمال ساحر أخّاذ. وهكذا تتعدد الإنتظارات الموكولة للقدر، وينطلق كلّ مُتَمنٍ من واقع حرمانه ومن تصوره الخاص للسعادة التي يفتقدها.
وبحسب الشيخ الأستاذ بمعهد أصول الدين بتونس "محمد الشتيوي" فإن المفهوم الإسلامي لليلة القدر يتعارض مع الخاملين فيحقّق لهم رغباتهم المادية الصادرة عن شهوة التملك وحبّ الإخلاد إلى الأرض. "إنّها ليلة أمن وسلام من العذاب وليلة بركات معنوية وفيوضات روحانية لا علاقة لها بحطام الدنيا وتمنيات المفلسين، فهي ليست ضربة حظّ لمن ينتظر المنتظَر وغير المنتظَر، وليست تغييرا يخرج من بطن الغيب ليغيّر فجأة من لم يغيّروا ما بأنفسهم، بل هي ليلة مغفرة وعفو وسماحة، وهي ليلة الدعاء المستجاب."
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
الشيخ الأستاذ بمعهد أصول الدين بتونس "محمد الشتيوي"
اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﺪاﻭﻝ
باب العرش في ليلة القدر تحقق فيه الأماني
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺨﺒﺮ
إقرأ أيضاً