
"تونس الأولى عربيا في مواجهة كورونا" !!! توظيف مغلوط للمعطيات

اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الصحة التونسية على الفايسبوك نقلا عن موقع الجزيرة مقالا يخص ترتيب الدول في حسن إدارة أزمة الجائحة العالمية كورونا تحت عنوان "تونس الأولى عربيا.. البرازيل الأسوأ عالميا في إدارة أزمة كورونا ونيوزيلندا الأفضل" وفقا لدراسة نشرها معهد أبحاث أسترالي.
أثار هذا الخبر جدلا واسعا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة وأن اللجنة العلمية بوزارة الصحة التونسية سبق وأكدت أن الوضع الصحي في تونس حرج للغاية. دقق فريق "تراست نيوز" في هذه الدراسة وبالرجوع الى الموقع الأسترالي "LOWY INSTITUTE"، تبين لنا الصبغة التضليلية للمقال المذكور إذ لم يتم تحديد دقيق للفترة موضوع الدراسة وهي 36 أسبوعا الى حدود 9 جانفي 2021 أي في مواجهة الموجة الأولى لتونس لهذه الجائحة العالمية حيث تم غلق الحدود البرية والجوية للبلاد وإقرار حجر صحي شامل لمدة حوالي 3 أشهر وفرض حظر تجوال بكامل ولايات الجمهورية.
بهذه الإجراءات المشددة تمكنت تونس من التغلب عن الفيروس وتمكنت من حصر الحالات المحلية لمدّة شهر ونصف، عاشت خلاله البلاد حالة من الاستقرار واعتبر التونسيون أنّ خطر الوباء قد زال. لتعود المواجهة تدرجيا في شهر أوت من سنة 2020 مقارنة ببقية الدول العربية التي لم تتمكن من التصدي لهذا الفيروس وتسجيل 0 إصابة متتالية وهذا ما عزز ترتيب الدول من زاوية حسن إدارة أزمة الجائحة العالمية وجعل تونس في المرتبة الأولى عربيا لكن لا يمكن اعتماد هذا الترتيب كحقيقة ثابتة طالما لم يتم اعتبار إحالة تفاقم انتشار الفيروس من جديد في تونس منذ شهر أوت الماضي والتي أخذت منحى تصاعديا منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا. ووصل الأمر إلى حدود تسجيل أكثر من 100 حالة وفاة في اليوم الواحد خلال شهر جانفي الجاري. كما اعتمدت الدراسة 6 معايير وهي الحالات المؤكدة، الوفيات المؤكدة، الحالات المؤكدة لكل مليون شخص، عدد الوفيات المؤكدة لكل مليون شخص، الحالات المؤكدة كنسبة من الاختبارات لكل ألف شخص وفق حساب المتوسطات المتغيرة لأربعة عشر يومًا للأرقام اليومية الجديدة.
في إطار التدقيق أخذنا مؤشر ارقام الوفيات المؤكدة بتونس التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية. إذ سجلت تونس ثاني أعلى معدل للوفيات لدى المصابين بكورونا في القارة الافريقية نظراً الى عدد السكان ، وهو ما أكده ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس "إيف سوتيران"، من خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بمجلس نواب الشعب الأربعاء 27 جانفي 2021، اذ شدد أن الوضع الوبائي في تونس مقلق جدا، ويشهد ارتفاعا في حصيلة الاصابات والوفيات بكوفيد19.
كما تجدر الإشارة الى تصريح سميرة مرعي وزيرة الصحة السابقة على موجات شمس اف ام، أن العدد المعلن من الجهات الرسمية للمصابين بفيروس كورونا ليس الرقم الحقيقي إذ أن احتساب العدد الحقيقي يمكن من خلال عملية حسابية التي تتمثل في ضرب العدد المعلن في 100 ثم القسمة على 20 فتجد العدد الحقيقي للمصابين.
و أضافت مرعي أن الأرقام المعلن عنها هي للأشخاص الذين اجروا التحاليل لكن هناك عدد يناهز 80% هم حاملون للفيروس لكن ليس لهم أعراض. و هذا ما أكده بدوره المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة لفريق "تراست نيوز" نظرا للقدرات والموارد الصحية المحدودة
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
منظمة الصحة العالمية – تقارير وزارة الصحة في أزمة الكوفيد 19 الى حدود 9 جانفي 2021 - LOWY INSTITUTE - سميرة مرعي
اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﺪاﻭﻝ
تونس تحتل المرتبة الأولى عربيا و 21 عالميا من حيث حسن إدارة أزمة الجائحة العالمية كورونا
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺨﺒﺮ
إقرأ أيضاً