Loading alternative title

زقفونة المعري.. ليست هي نفسها زقفونة الفايسبوك

زقفونة المعري.. ليست هي نفسها زقفونة الفايسبوك
اﻟﺨﻤﻴﺲ 04 ﻓﻴﻔﺮﻱ 2021 15:48
إعداد : ﺭﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ

اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ

لم يعد غريبا أن يلتقط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس على غرار الفايسبوك كلمة او حركة تصدر عن أحد المشاهير من السياسيين او الفنانين ليحوّلوها إلى أداة للتندر ويوظفوها توظيفات متباينة تصب في أغلبها في خانة السخرية السوداء أو التهكم المُرّ، كما حدث في السابق مع الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي وعبارة "الطرطور" التي باتت ملتصقة به، وكلمة "بحيث" للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وغيرها كثير من الأمثلة.

فمنذ أكثر من 24 ساعة ورواد الفايسبوك في تونس لم يهدؤوا وهم يتندرون بعبارة "زقفونة" التي استعارها رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمس عند لقائه بالأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وبعث من خلالها برسائل إلى خصومه السياسيين. البداية كانت بتساؤل عدد كبير من التونسيين عن معنى لفظ "زقفونة" التي وردت في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري.

ومن اطّلع على رسالة الغفران يعلم أن لفظة زقفونة وردت خلال قصة ولوج بطل الرسالة ابن القارح إلى الجنة وهو الذي اضاع صكّ التوبة، حيث طلب ابن القارح من جارية حمْله زقفونة أي فوق ظهرها بحيث تمسكه من كلتا يداه وظهره فوق ظهرها كما كنا نلهو عند الطفولة، وذلك حتى تعْبر به الصراط نحو الجنة في اسلوب هزلي ساخر.

وإليكم مقتطفا من رسالة الغفران حول قصة ولوج ابن القارح إلى الجنة وجارية الزهراء تحمله "زقفونة": "فأخذت الجارية كلما أسندته من ناحية مال من الأخرى حتى أعياه ذلك وأعياها، فقال لها: يا هذه إن أردت سلامتي فاستعملي معي قول القائل في الدار العاجلة: ست إن أعياك أمري فاحمليني زقفونة، فقالت: ما زقفونة؟ قال: أن يطرح الإنسان يديه على كتف الآخر ويمسك يديه ويحمله وبطنه إلى ظهره. أما سمعت قول الجحجلول من أهل كفر طاب: صلحت حالتي إلى الخلف حتى صرت أمشي إلى الوراء زقفونة فقالت ما سمعت بزقفونة ولا الجحجلول ولا كفر طاب إلا الساعة، فحملته وعبرت الصراط كالبرق الخاطف..."

غير أن رواد الفايسبوك حمّلوا لفظ زقفونة عدة معان لا يحتملها على علاقة بالأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد. ولئن بدا اللفظ غريبا او غير مألوف لدى اغلب الناشطين على الفايسبوك خاصة من فئة الشباب، فإن ذكره من طرف رئيس الجمهورية مثّل بالنسبة إليهم مناسبة للتعبير عن مرارة ما يشعرون به إزاء الوضع الراهن كان يقولوا "الوضعية في تونس باتت زقفونة" أي صعبة أو "تونس اليوم ناقصها زقفونة واحدة وتعمّ الفوضى"، أو كأن يقول أحدهم "والله لا املك زقفونة واحدة" بمعنى لا أملك مليما واحدا... بينما علّق بعض المثقفين بالقول إن زقفونة كشفت المستور وأظهرت فقرا معرفيا كبيرا.." وأيا كانت التعليقات ساخرة والتوظيفات مجانبة للمعنى الحقيقي للفظ فإن الأكيد أن ذلك المعنى قد استوعبه أغلب المتندرين والساخرين.

ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ

رسالة الغفران لأبي العلاء المعري

اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﺪاﻭﻝ

توظيف خاطئ لمعنى زقفونة

ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺨﺒﺮ

  • شارك على:
  رابط خبر "الثورة نيوز" مغاير للعنوان الخارجي   المنظمة التونسية للشغل: لسعد عبيد منتحل صفة أمين عام

إقرأ أيضاً

شارك بتعليق

image title here

Some title