
دراسة: جائحة كورونا.. بيئة حاضنة للمعلومات المضللة

اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
في تونس، أقرّ 64 بالمئة من الصحفيين المشاركين في استبيان أجراه مركز تونس لحرية الصحافة في ماي الماضي 2020 أنهم "تعرضوا للتضليل". وهي حقيقة تضعنا امام الحقيقة الأكبر وهي ان الأخبار الكاذبة والزائفة تنطلي في أحيان كثيرة حتى على المحترفين من الصحفيين وليس فقط على عموم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
في المقابل أظهرت دراسة أجراها المركز الدولي للصحفيين وجامعة "جورج تاون" أنّ ما يقارب الـ 25 بالمائة فقط من الصحفيين يستخدمون أدوات التحقق من الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل نسبة 11 بالمائة في دراسة سابقة. كما أبرزت دراسة للمركز الدولي للصحفيين عام 2017 أنّ أرباب المهنة يسعون إلى التمكن من مواكبة الثورة الرقمية وإدماجها في أعمالهم. وخلال عام 2019 أعدّ المركز دراسة خلصت إلى أنّ أكثر من نصف الصحفيين يستخدمون الأدوات الرقمية بانتظام للتحقق من المعلومات وتقصي الحقائق.
وأعدّت شبكة "إعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية" بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" دراسة جديدة بحثت في مسألة الأخبار المضللة معتمدة الأخبار حول كوفيد 19 كنموذج. واعتمدت الدراسة في صياغتها على التفاعل مع صحفيين عرب في الوقت الذي يمارسون فيه عملهم وسط إجراءات حظر التجوال الذي فرضته غالبية الدول العربية توقيا من فيروس كورونا المفروض في غالبية بلدانهم للوقاية من كورونا، إلى جانب إجراء مقابلات مع 17 من خبراء الصحافة وممثلي المؤسسات المحلية والدولية المهتمة بتدريب ودعم الصحفيين وممثلين عن فايسبوك وتويتر وغوغل. أوردت الدراسة حول "مكافحة المعلومات المضللة في العالم العربي" في الفصل الأول أنّ تسمية الأخبار غير الدقيقة أو غير الحقيقية لا تزال قيد المناقشة والتطوير في الأوساط الصحفية والسياسية.
وخلصت منظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" للتفرقة بين مصطلحات ثلاثة هي: المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة والمعلومات الضارة. ويستند التمييز بين المصطلحات إلى مقصد الناشر ونيته، فالأنواع جميعها تعبر عن معلومات غير دقيقة، فإذا كان المقصد من وراء بثها إلحاق الضرر بأشخاص أو مؤسسات أو جماعات، فهي "معلومات ضارة"، وإذا كان عدم دقتها مصدره تناول غير جيد لمعلومة حقيقية عن طريق الخطأ، تكون "معلومات خاطئة"، أما إذا كانت المادة المنشورة غير حقيقية ومفبركة عمدًا، فهي "معلومات مضللة".
وتطرّقت الدراسة إلى مسح شمل 34 مقالة بحثية نشرت بين عامي 2003 و2017، وجد فيه باحثون أن دلالات مصطلح "الأخبار الكاذبة" شملت الهجاء والمحاكاة الساخرة والتلفيق والتلاعب. وفي الختام، أوصت هذه الدراسة ببناء شبكة إقليمية لمدققي الأخبار والمعلومات سواء في مختلف مجالات الصحافة والإعلام، مطالبة بإعلان العام الجاري 2021 عاما لمكافحة الأخبار المغلوطة في المنطقة العربية.
كما دعت إلى تأسيس شبكة من الصحفيين المتخصصين في تدقيق الأخبار والمعلومات، والعمل على توسعة هذه الشبكة بما يضمن زيادة أعداد محققي الأخبار بالمنطقة العربية.
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ
شبكة اعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية
اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﺪاﻭﻝ
تفاقم ظاهرة الأخبار المضللة بالتوازي مع تفاقم جائحة كورونا
ﻣﺼﺪﺭ اﻟﺨﺒﺮ
إقرأ أيضاً